رئيس الجالية المصرية بأوكرانيا: الحرب خلقت أزمات عالمية والأوكران صامدون (حوار)
رئيس الجالية المصرية بأوكرانيا: الحرب خلقت أزمات عالمية والأوكران صامدون (حوار)
بإطلاق فلاديمير بوتين العنان للحرب على أوكرانيا البالغ عدد سكانها 44 مليون نسمة، أثار القلاقل في أوروبا وأرّق عين العالم المنهكة بمشاكل صحية وبيئية من شأنها فناء الكوكب.
ففي حين طفت الأزمة الأوكرانية على السطح وتبعاتها على الاقتصاد العالمي وما يصاحبها من مؤشرات وتوقعات بحدوث مجاعة عالمية، كانت الأعماق مثقلة بكارثة التغيرات المناخية وغيرها.
ولأول مرة نجد الغرب يعاني تضخمًا وارتفاع أسعار، وتم رفع سعر الفائدة أكثر من مرة في وقت قياسي، إلا أنه ثمة بصيص نور ربما يكون بداية لانفراجة تتمثل في اتفاقية روسية أوكرانية بفتح باب تصدير القمح الأوكراني مقابل تخفيف العقوبات الأوروبية على الدب الروسي.
تلك كانت الأحداث العامة ولكن ماذا عن المواطن الأوكراني الذي أصبح بين عشية وضحاها حديث العالم؟
"جسور بوست" حاورت رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا ورئيس الاتحاد العام للمصريين بأوكرانيا، ورئيس الاتحاد العالمي للكيانات المصرية بالخارج، علي فاروق، للوقوف على الوضع الأوكراني الحالي وتبعات الحرب على المواطنين وكل ما يخص الشأن الأوكراني الداخلي.
في البداية كيف هو حال المدنيين الأوكران وسط أجواء الحرب الراهنة؟
للأسف الجميع مستاء سواء كان مؤيدًا أو معارضًا لقرار الحرب، البعض يرى أنها ليست بحرب أوكرانية ولا تخص الشأن الأوكراني فلماذا تخوضها أوكرانيا بدلًا من أمريكا، والبعض يرى أن محاربة الروس واجبة حيث إنه محتل، والكثير تحت حصار كامل والمدن مغلقة ولا توجد حركة، بخلاف ارتفاع الأسعار وضيق المعيشة، جميع ما سبق يُشكل وضعا غير مستقر.
-هل ما زال الشعب الأوكراني يساند قياداته السياسية بخوض الحرب، أم أن هناك رأياً آخر؟
بالطبع الجميع يساند القيادات السياسية في قرار الحرب، وهذا يرجع إلى أنهم يرون في ما تفعله روسيا عدوانا واحتلالا يواجهونه بوطنية وبسالة.
-تتعالى الأصوات متهمة أمريكا بإشعال الحرب في أوكرانيا، وجعل الأخيرة تخوض حربًا بدلًا منها لضرب الروس.. ما تعليقك؟
تستخدم أمريكا أوكرانيا كعصاة لكسر الهيمنة الروسية أو الحرب بالوكالة، والجميع يعلم ذلك وقضي الأمر ونحن الآن داخل المعترك، والآن العالم يعلم بمن فيهم الأوكران، أن أوكرانيا تواجه الروس نيابة عن الأمريكان، ولكن ليس هناك حل، نحن في مشكلة، رغم موقف الغرب وأمريكا من عدم خوضهم حربا مباشرة وإنما اقتصر الأمر فقط على إمداد أوكرانيا بمساعدات عسكرية وغيرها، وهذا أمر غير محبب لدى الأوكران، حيث إن الأسلحة التي تم إمدادنا بها كانت أسلحة دفاع وليست أسلحة هجوم حفظًا لماء الوجه، ومؤخرًا فقط بدأ يتم إمدادنا بالاثنين، وذلك لاعتبار أنه في حالة إمداد أوكرانيا بأسلحة هجوم ذات تأثير كبير سيكون رد الروس على أوكرانيا وغيرها من الدول المساندة وأولها أمريكا وهو ما لا ترغبه الولايات المتحدة، الأقوال متضاربة، بعض الدول الأوروبية وعدت بإرسال أسلحة لكنها تراجعت تحت وطأة أزمة الطاقة وقدوم الشتاء واضطرار الغرب إلى التراجع عن العقوبات المفروضة على روسيا.
-ما هو تقييمك لوضع اللاجئين الأوكران داخل أوروبا؟
بنسبة 80% تقريبًا نستطيع أن نقول إن مستوى استقبالهم ومعيشتهم والخدمات المقدمة إليهم مميزة، من حيث الحصول على الإقامة والسكن مجانًا، وإلحاق أولادهم بالمدارس ومنحة مالية تتراوح ما بن 500 إلى 700 يورو (نحو 517 إلى 722 دولارا) للفرد، من ساءت أحوالهم داخل أوكرانيا قبل الحرب يعيشون الآن في أوروبا بشكل أفضل، أما بالنسبة لرجال الأعمال فعدم الاستقرار وحالة الحرب الحالية تشكل لهم أزمة تحول بينهم وبين ممارسة عملهم.
-هل انعكس ما تواجهه أوروبا من أزمة طاقة واقتصاد على دعمها لأوكرانيا ولماذا؟
تواجه أوروبا أزمة طاقة واقتصاد متأثرة بسبب تلك الأزمة، ومؤخرًا بدأ الغرب التهدئة مع الدب الروسي، إلا أن سلاسل إمدادات الأوكران بالأسلحة ودعمها ما زالت مستمرة ولن تتوقف، بل أصبحت تأتي أكثر تطورًا من ذي قبل، لقد خاض الأوكران حربًا وعليهم استكمالها.
-كيف هو حال المصريين العائدين من أوكرانيا؟
المصريون العائدون من أوكرانيا معظمهم طلبة جامعيون، وحاليًا نحن مشغولون معهم بتوفير أوراقهم لإلحاقهم بجامعات مصرية، وهناك اجتماعات تجرى لحل المشكلة دون تعرض هؤلاء الطلبة لاستغلال مادي من البعض مقابل إنهاء أوراقهم، نحن نحل تلك المشاكل مجانا وبأبسط الطرق.
-كيف ترى توقيع موسكو وكييف اتفاقيتين منفصلتين مع تركيا والأمم المتحدة بخصوص تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية الأوكرانية العالقة في الموانئ، مقابل تخفيف القيود على صادرات الحبوب الروسية؟
خطوة جيدة من شأنها إنقاذ العالم وإنهاء أزمة الغذاء العالمي، وأول شحنة كانت بعشرة مليارات هي تدر ربحًا بالفعل على الطرفين، هذا إلى جانب المحاصيل الجديدة والموسم الجديد أين سيتم تخزينها، وهناك ضغوط من دول كثيرة وحالات متأزمة وربما كنا دخلنا في مجاعة، زيادة الأسعار أصبحت جنونية لقد تأثر الجميع، لقد توقف عملي وأتمنى أن تستمر الأمور نحو الأفضل تباعًا لتلك الخطوة ويعود الشحن وترجع الحياة لطبيعتها.
-بعد 5 أشهر من الحرب، هل ما زالت أوكرانيا قادرة على الصمود، وكيف ستحسم المعركة برأيك؟
ما زالت أوكرانيا تخوض الحرب بقوة والأوكران صامدون، وأوروبا تدعمنا سواء ماديًا أو عسكريًا، إلى جانب الملتحقين بالجيش من خلال العقود، حتى إن أوكرانيا أصبحت تهاجم العدو كما يحدث مع الأسطول الروسي كرد على عنفها، ولن يقبل بالتفاوض غير برجوع الأراضي المحتلة، الأمر معقد وسيستمر فترة.
علي فاروق هو مهندس مصري تخصص في التبريد والتكييف، عمل بالأعمال الحرة لاستيراد وتصدير المواد الغذائية منذ تخرجه، ويترأس حاليًا 3 شركات للتجارة والاستثمار بأوكرانيا.. يساهم علي فاروق في العمل العام ومساعدة المصريين بأوكرانيا من خلال الجالية التي أسست لهذا الغرض.